تعليم المرأة في المملكة العربية السعودية

Publié le par aboulaila

   مدخل: المرأة في الدين حضيت بالمكانة العظيمة من الاحترام والتقدير لدورها في رعاية الأسرة والنشء وخاصة رعايتها للطفلة والفتاة. والتاريخ يثبت أيضا أنها لها مكانة في الفكر والشعر والمشورة، فلقد شاركت وتشارك منذ قيام النظم الاجتماعية والسياسية في إبداء الرأي والحلول من خلف الكواليس إضافة لدورها التقليدي المتوافق مع أنوثتها.

الدين الحنيف حث على طلب العلم وجعله فريضة كبقية الفرائض الأخرى التي يجب على كل مسلم ومسلمة القيام بها، لما فيه من غذاء للعقل والقلب وتنوير للبصيرة. وقد رفع الله منزلة من أوتوا العلم فأوضح ذلك في قوله تعلى "يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَات"

   في المملكة العربية السعودية حظيت المرأة بالرعاية والعناية منذ توحيد البلاد على يد الملك عبدالعزيز آل سعود يرحمه الله، منذ، وخير دليل مبادرته بعد دخوله مكة أن صرف منح وتبرعات لبعض المدارس في مكة والتي كانت تتضمن بعض دور تعليم البنات". دعم كبير وتشجيع لحركة التعليم ونشره بين المواطنين منذ ذلك الحين . ولتأكيد هذا الدعم أمر الملك عبدالعزيز بإنشاء مديرة المعارف العمومية عام 1344هـ/1926م مؤسسة حكومية سعودية، وبعد ذلك صدر نظام المدارس الأهلية في عام 1357/1939م.

   آنذاك ورغم محاولة الملك عبدالعزيز دفع المجتمع (بقطبية الذكور والإناث) إلى الانخراط في حركة تعليمية مبكرة فقد كان الإقبال على التعليم ضعيفاً نتيجة الظروف المادية والفكرية لكثير من الأهالي وأيضا لانعدام الحوافز والمشجعات وخضوع الغالبية لأعراف بالية متوارثة يتعلق بالمرأة حيث أن معظم الأسر ترى أن تعليمها في بيتها ومعرفتها بالواجبات المنزلية تكفي لإعدادها كربة بيت وأم ولا حاجة لخروجها لطلب العلم. وهنا يمكن أن نسرد تاريخ تعليم المرأة في المملكة

   كانت الحكومة تقنع الممتنعين عن تعليم بناتهم بأن الدين لا يمنع المرأة من طلب العلم، ولنا في نساء النبي صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة فقد تعلمن وعلمن ونقلن الحديث، وكانت السيدة عائشة أول المعلمات لما تحويه من علم غزير. العديد من النساء الحجازيات العالمات تلقين علمهن على يد نخبة من العلماء الأفاضل دون حرج أو كلل، وكان ذلك على مـر القرون وحتى قرننا الحالي حيث برز العديد منهن في العلم ويدل على ذلك مبادراتهن في فتح الكتاتيب وسعيهن لتعليم بنات وطنهن

ورغم ذلك كان تعليم المرأة محدوداَ وبشكل ضيق بسبب استمرار بعض الأسر رفض تعليم بناتهن أوترك من تعلمت منهن تعليماً ابتدائياً محدودا دون منحهن فرصة متابعة تعليمهن

لحل تلك المعضلة اجتمع الملك عبد العزيز يرحمه الله اجتمع بالعلماء والمثقفين مباشرة بعد دخوله الحجاز وسكانها  ولطلب منهم السعي لنشر العلم وفتح المدارس، وهذا مقتطف من الرسالة التي بعث بها الملك عبدالعزيز يرحمه الله إلى أحد مؤسسي المدارس: (بسم الله الرحمن الرحيم من عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل إلى جناب المكرم الشيخ عبد الظاهر أبو السمح   سلمه الله.   السلام عليكم ورحمة الله وبركاته  وبعد     فقد وصل إلينا كتابكم الذي بشأن المدرسة وأحطنا علماً بما ذكرتم به. ومن قبل المدرسة وفتحها فهذا أبرك ما يصير، ولكن بارك الله فيك تعرف حالة الناس اليوم وتخالفهم وتعاطيهم أمور ليست في الشرع إنما هي بعضها عن تعنت وبعضها عن جهل، والمقصد من ذلك تعرفون أئمة الإسلام الأربعة لهم ما بينوه من الأمور الفقهية التي من الكتاب والسنة ومذهب السلف الصالح وإن لهم اليد الطولى بذلك ولا يعترض عليهم إلا كل إنسان ماله معرفة بالدين الحقيقي ولاشك أن المرجع كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم 0000 1صفر 1352هـ )

وهكذا نستنتج انه منذ قيام الدولة والقيادة تدفع بالمجتمع بقطبيه نحو دور التعليم.  فآنذاك في بداية الأربعينيات من القرن الماضي خصصت بعض المدارس قسماً للبنات، أي في عام 1358هـ/1940م.  هنا يمكن لنا تقسيم تعليم المرأة السعودية إلى: مرحلة التعليم الأولي: تعليم خاص غير منتظم ، و مراحل التعليم النظامي: بدء من تعليم الفتاة في مدارس خاصة ومحو أمية الكبيرات، هذه المرحلة منذ بدئها كانت تحت إدارة وإشراف الرئاسة العامة لتعليم البنات، والتي تطورت ليكون لهذه الرئاسة تواجد في مختلف مدن البلاد وأصبح تحت إشرافها كامل مراحل تعليم البنات حتى الثانوية العامة. أما التعليم الالي فكان مرتبط بجهاز التعليم العالي أسوة بالشباب، رغم التواجد المحدود لكليات التربية التي تخضع للرئاسة

وأتثبت الإحصائيات التي وضعت عن تعليم الفتاة مدى المراحل التعليمية التي تخطتها المرأة السعودية حتى وصلت إلى المراحل العليا في التعليم والتحقت بالجامعات المرموقة دولياً

لقد كانت هناك مشكلة تتمثل في انتشار الأمية بدرجة كبيرة بين النساء أكثر مما هي بين الرجال آنذاك وقد أدركت الدولة هذه المشكلة فاتخذت إجراءات وخصصت عناية أكبر من أجل القضاء على الأمية بصفة عامة وأمية المرأة بصفة خاصة وإزالة كل روافد الجهل والتقاليد التي تعوق خطط الدولة في التسريع ببرنامج محو الأمية وذلك من أجل رفع مستوى الفرد السعودي وتعميم الثقافة بين أفراد المجتمع. وقد كانت خطة محو الأمية آنذاك مبنية على مرحلتين. الأولى، تنتهي بالحصول على شهادة محو الأمية، الثانية المتابعة لنيل الشهادة الابتدائية

وبدأت جنب إلى جنب مع تعليم الصغيرات مراكز تعليم الكبيرات التي أخذت تنتشر بكثرة وخاصة منذ عام 1392هـ وقد تم إتباع منهج مكافحة الأمية وتعليم الكبار الذي وضعته وزارة المعارف عام 1393هـ/1973م. وافتتحت الرئاسة العامة لتعليم البنات آنذاك خمس مراكز لمحو الأمية وتعليم الكبيرات موزعة على مدن المملكة الرئيسية، اثنان منها في بالرياض وواحد بمكة المكرمة وواحد بجدة وآخر بالدمام. بعد ذلك التاريخ بسنتين أي في عام 1395هـ أصبح عدد تلك المراكز 458 مركزاً بلغ عدد الملتحقات بها 26721 دارسة.  واستمر عدد الملتحقات في الارتفاع وتزايد عدد المراكز حتى بلغت في إحصائية رسمية  عام 1416هـ إلى 1933 مركزاً وبلغ عدد الملتحقات بها 68321 دارسة

يمكن تتبع حركة التعليم في المملكة منذ الكتاتيب إلى مرحلة التعليم في المدارس الحكومية للتعرف على التطور التاريخي لتعليم المرأة السعودية وما بلغته من درجات علمية بفضل الله سبحانه وتعالى الذي هيأ لهذا الوطن الغالي قيادة محبة للعلم والعلماء تسعى لتأهيل المواطن وبناء الوطن وإنتاج كوادر بشرية من أبناء وبنات الوطن. فسارت عملية تعليم المرأة كما يلي:

          مرحلة التعليم الأولي ومساهمة المرأة في تطويرها

يمكننا أن نطلق عليها مسمى بدايات تعليم المرأة في العهد السعودي، حيث بدأت المرأة تعليمها في بيوت أسر خصصت جزءاً من مسكنها ليكون كزاوية كتاتيب يستقبل الراغبات في تعلم القرآن الكريم وحفظه مع تعليم مبادئ القراءة. وكان يُطلق على صاحب الكُتاب الشيخ أو المعلم وخاصة في منطقة الحجاز، أم في المنطقة الوسطى وأجزاء أخرى من البلاد فكان يلقب بالمطوع. وقد كان هناك نسوة ساهمن في محو الأمية وتعليم البنات والنساء وخاصة المسنات ومن كن من الدارسات في تلك الكتاتيب وذلك على النحو التالي: 

في منطقة الحجاز

ساهمت مجموعة من النساء في مكة المكرمة في تعليم النساء والفتيات عن طريق فتح كُتاب، بتخصيص جزء من بيوتهن عبارة عن حجرة وملحقاتها لتكون مقراً للتلقي، وقد بلغ عدد النساء المعلمات في مكة "الفقيهات بالمفهوم التقليدي" ما يقارب الخمسين معلمة تقليدية متواجدات في مختلف أحياء مكة، وقد أشهرهن صولت النساء امرأة ثرية قدمت لمكة لأداء فريضة الحج وكانت من النساء المحبات للعلم فوهبت مالها في سبيل نشره وساهمت مع الشيخ محمد رحمة الله في بناء مدرسة للبنين وألحقت بها كُتاباً للبنات والنساء. وكذلك سيدة أتت من عنيزة (من نجد) تدعى موضي الدامغ  أنشأت كُتاباً في شعب عامر. 

أما في المدينة المنورة فقد كان هناك إحدى عشر كُتاب، وكن المعلمات يشتهرن بلقب "الخوجة".  في جدة فكانت البيوت التي بها الكُتاب أشهر من المعلمات، وكان عددها يقارب الثلاثة عشر بيتاَ تعليمياَ أشهرها بيت آل نصيف وبيت آل زينل.

في المنطقة الوسطى من البلاد، في نجد، كان في الدرعية والمدن المحيطة بها مثل العيينة وحريملاء كن هناك بنات وحفيدات الشيخ المصلح محمد بن عبدالوهاب، والذي أنتقل بعضهن لمدينة الرياض ثم برز أخريات مثل المطوعة نورة السمحان، وطرفة الخريّف في الحلة، والمطوعة منيرة الفوزان. إضافة لكتاتيب كان يشرف عليها مطاوعة من كبار السن مثل الشيخ إبن زاحم والشيخ عبدالرزاق. وكان الشيخ عبدالكريم الجهيمان قد درس إحدى بنات الملك عبدالعزيز

وقد كان هناك معلمات تقليديها "فقيهات أو مطوعات" وأيضا بيوت كُتاب في بعض مدن وقرى المملكة أخذت تنتشر وتبرز للعيان مع بدايات القرن العشرين وحتى الثلاثينيات منه. فقد كان هناك في القصيم عدد من الكتاتيب برزت منذ عام 1298هـ بلغ عددها 82، وأشتهر فيها واحد وعشرين مطوعة. المنطقة الشرقية كان المعلم فيها يدعى الملا أو الشيخ، وكان يقوم بتعليم البنات حتى سن 12سنة في كتاتيب، وكان أشهرها كُتاب الملا الطريخي. والسيدة التي تقوم بالتعليم اسمها المطوعة كما هو معروف في بقية مناطق المملكة، وقد كان هناك قرابة خمسة عشر مطوعة.

 

ثانياً : مرحلة التعليم في المدارس

مر تعليم الفتاة في المدارس بدء على مرحلتين:، الأولى، التعليم الأهلي ومراحله. والمرحلة الثانية، التعليم الحكومي ومراحله.  تاريخ التعليم بشكل عام وتعليم المرأة بشكل خاص سار خطوة بخطوة مع تأسيس الدولة وتثبيت دعائمها وبدء خطواتها نحو التحديث. فبعد دخول الملك عبد العزيز مكة المكرمة اجتمع بعلمائها وعقد معهم لقاءاً لبحث مسألة التعليم ونشره بين الناس والتوسع فيه. وكان من نتاج ذلك نشأة مديرية المعارف عام 1344هـ، وبذلك وضع الملك عبدالعزيز يرحمه الله الأسس لمسيرة التعليم الحديث في البلاد، فكانت تلك المديرية البذرة الأولى للتعليم الحكومي المنظم وبدأت مدارس البنين في الانتشار في عدد من مدن المملكة

وبدأت المرحلة الانتقالية أيضاً لتعليم المرأة تأخذ طريقها نحو الأمام حيث بدأت تتأسس مدارس أهلية منذ عام 1348هـ وتحول عدد من الكتاتيب إلى مدارس تتبع منهج مديرية المعارف، وقد بلغ عدد تلك المدارس قبل نشأة الرئاسة العامة  أكثر من 46 مدرسة أهلية موزعة على مدن المملكة.  وعندما نشأت الرئاسة العامة لتعليم البنات تطور تعليم الفتاة وزاد الإقبال على المدارس.

 

ثالثاً: التعليم الحكومي :

إن السياسة التعليمة التي أتبعها المملكة العربية السعودية صيغت بحكمة وحسن تدبير وفقاً لتعاليم الإسلام وتوجيهاته، وجاءت لتحقق طموحات الوطـن الحالية والمستقبلة. وانصب اهتمام الدولة بتعليم المرأة على تلك الأسس ووافقت على فتح المدارس وفق الضوابط التي أقرتها الدولة في جعل تعليم المرأة غير مختلط، وجعل التعليم مجاني ليكون في متناول جميع أبناء المملكة من بنين وبنات.

لم يقف تعليم المرأة عند المراحل التقليدية أو الأولية بل تطور بسرعة وفي وقت وجيز ليأخذ طريقها في حقول التعليم العالي، الجامعي والدراسات العليا والتخصصية.  فبالإضافة إلى الكليات التي افتتحتها الرئاسة العامة تعليم البنات، تحصـلت المرأة بعثات لنيل أعلى الشهادات

ولاشك أن ما لاقاه تعليم الفتاة من رعاية واهتمام قد أعطى ثماراً ناجحة، بدء من نشأة الرئاسة العامة لتعليم البنات التي تقرر إنشائها في ربيع الآخر عام 1379هـ وبدأت ممارسة مهامها عام 1380هـ وذلك بعد سبع سنوات من تحول مديرية المعارف إلى وزارة للمعارف وتولى مسئولياتها الأمير فهد بن عبدالعزيز (الملك فهد)

تعليم الفتاة كان يسير في خطة تنموية مدروسة وفي تطور مستمر ، وانعكس ذلك التطور في الإقبال الكبير على التعليم والزيادات الكبيرة لأعداد المدارس. ولم يتوقف تعليم الفتاة على المراحل التأسيسية بل تعداه إلى التعليم العالي الذي بدأ في الانتشار منذ عام 1377هـ حيث نشأت في هذه الفترة جامعة الملك سعود وأتيح للفتاة فرصة الالتحاق بالجامعة منذ عام 1381هـ

في أقل من نصف قرن حيث بلغ عدد الجامعات ..... جامعة.  وبدأت برامج الدراسات العليا بتاريخ 26-2-1399هـ لمنح درجة الماجستير  والدكتوراه.  وهناك فروع تعليمية أخرى فتحت أبوابها أمام الفتيات تشرف عليها بعض أجهزة الدولة مثل مدارس الأبناء  التي افتتحتها وزارة الدفاع والطيران لتعليم بنات منسوبيها في مختلف مدن المملكة. ومدارس الأبناء رجال الحرس الوطني. وساهم القطاع الصحي بافتتاح المعاهد والكليات الصحية التي انتشرت في مدن المملكة تقدم برامج الدبلوم والدراسات الصحية العليا.  تمكنت الدولة من تحقيق التعليم لكل فئات المجتمع، وصولا لدور الأيتام وأصحاب الإعاقات بمختلف أنواعها ومختلف الأعمار. وقد تم افتتاح معاهد للمكفوفين من بنين وبنات، أولها أفتتح سنة 1388هـ

 

إلغاء الرئاسة العامة لتعليم البنات وضم تعليم البنات لوزارة التربية والتعليم، وتكليف نائبة للوزير بإدارة قطاع تعليم البنات

 

لذا نرى أنه في عصرنا الحاضر في ظل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قفز التعليم خطوات كبرى، وأخذت المرأة مكان بارزا ومتميزا بفضل الرعاية والمجهود... ...........  وصل عدد الجامعات...... وآخرها وأهمه جامعة الملك عبدالله ــ كاوست

 

لقد وصلت المرأة في عصرنا الحاضر، في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله لمكانة متميزة وقد تكون في مقدمة بنات ونساء المنطقة في الحضور العلمي والدولي والإقتصادي..... فهناك ما يقارب العشرة آلاف سيدة أعمال سعودية يملكن ويدرن رأس مالي يقارب مائتي مليار ريال سعودي

 

 ختاماً، يتبين لنا أن تعليم المرأة في بلادنا بدأ مع تعليم الرجل، الشيء الذي تسبب في تأخر بعض البنات أو النساء هو ما كان منتشرا من فكر لدى البعض في تحديد دور المرأة على مهام وأدوار بسيطة قد لا تخرج عن حدود إرادة ورغبات الأب أو الزوج أو لا تخرج خارج حدود المنزل كرعاية الأسرة وتدبير شئون المنزل. دون أن يعلم أولئك الممانعين أن تعليم الفتاة هو الرقي بها لتكون أفضل لأسرتها ومجتمعها  

Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article
س
مرحبا من الجزائر
Répondre